الزعامات اللبنانية وفق وجهة نظـر الشعب اللبناني الحـر هي ” مستقلة كبيرة النفس متواضعة خلوقة ” والزعيم الصادق لا يمكن أن يكون ذا رؤية صغيرة ولا يمكنه الإكتفاء بالقليل والمتواضع من الأمور والمعجزات . لا عجب أيها المغتربون والمقيمون أن ننظر نظرة وطنية عملاقة إلى الجمهورية اللبنانية الذي ينبغي أن تكون متحررة وصاحبة سيادة تامة وناجزة وإعلموا أنه مهما إشتدت المحن والصعاب ستعود كبيرة ونافذة على يد كبار القوم وأنتم من أهل القرار .
نحن المغتربون والمقيمون ليس لدينا قبول بالعادي من الأشياء ، إننا لا نرضى بالمطلق بالوسط وبالتكيّف مع الأمور السيئة ولا نطلب مقاعد وزارية ولا جاه ولا سلطة ، ولا نرضى بالترقيع على ما يحصل في وطننا … لذا فنحن متحفظون على الطرق الشائعة التي تعالج فيها الأمور ، طرق التسويات وأنصاف الحلول وعدم إنتهاج سياسة واضحة مبينة على الشفافية والعلوم السياسية . إننا لا نرضى بضربة على الحافر وعلى المسمار معا ( رحم الله والدتي نوال كانتْ تردّد هذا المثل)، إننا منساقون إلى الحرية في الإتجاه السليم والبعيد المدى ولا نتردّد ولا نحار “الأبيض أبيض والأسود أسود” .
نحن المغتربون والمقيمون ضد بناء وطن أو تشكيل حكومة يأتيان جهد المستطاع يأتيان مراعيتان لكل ذي مصلحة أو إعتبارات قربه أو بعده عن الواقع ، يأتيان رغبة هؤلاء وألئك دون رغبة أبناء الوطن ، للأسف هذا ما يحصل وهذا لا يعني أننا سنسكت أو سنتأقلم مع الأمر الواقع . ربما أيها الإخوة في الوطن هذا هو التحدي الذي نطرحه بإسم كل الشرفاء من منطلق الرؤية الساطعة التي نملكها كمفكرين وناشطين في السياسة اللبنانية . وهذا هو في الحقيقة التحدّي الذي يحتاج إلى نموذج من المواطنية الرائدة التي تقول بتحقيق الذات من خلال الوطن وبتحقيق الوطن من خلال الذات وذلك في إطار الإمتزاج المثالي بين الذات والوطن … وهذأمر غير معهود في وطننا .
إن الجمهورية التي نريدها أيها المسؤولون صاحبة موقع مميز بين الأمم ولها دورا رياديا محليا – عربيا – دوليا جمهورية العمالقة ، جمهورية ” كميل شمعون – ريمون إده – الياس سركيس – صائب سلام – المفتي حسن خالد – حسين الحسيني – الشيخ صبحي الصالح – الإمام موسى الصدر – الإمام محمد مهدي شمس الدين – العلامة حسن فضل الله” وغيرهم من عظماء الجمهورية اللبنانية ، لا نريد جمهورية الأقزام ونواب الصدفة ، لا نريد ساسة متلونين محترفي سياسة العار والزنى وتجار وباعة الأوطان والشعوب . إنّ الجمهورية التي نريدها ستكون على مستوى وعلى صورة ساسة شرفاء عقلاء متزنين نزهاء الفكر أصحاب مواقف وطنية لا تجار حقائب وزارية ، ولا سارقين لجنى الشعب .
معا أيها المغتربون والمقيمون نبني جمهورية ذات مساحة معنوية تحكمها حكومة من وزراء عمالقة يُسميهم المنطق وأفعالهم لا أن يكونوا أدوات في أيدي الأحزاب البائدة أو نتاج صفقات معينة ، جمهوريتنا نريدها الأولى بين الأمم بقدرتها على تخطي حدود العِرق والطائفة والمذهب . ليعلم من يسعى إلى دخول الحكومة أنّ الممارسات الفاشلة ممنوعة والإنتقاص من كرامة الوزارة التي يرأسها أمر مرفوض ، الوزارة المزرعة إنتهت ، والوزير المأجور مرفوض ، والوزير السمسار لهذا الطرف إنتهى ، والوزير الضعيف إنتهى ، لأن مجرد القبول بمبدأ المساومات والمراعاة جعلنا ضحية المؤامرات .
مغتربون ومقيمون نريد أن يكون هناك حكومة مستقلة فعلا في وطننا دون أن يسمح لنفسه أي مسؤول بأن ينصِّب نفسه وليًا علينا.الجمهورية تحتاج إلى زعامات وطنية ومستقبل لبنان أمانة بين أيديهم ، والجمهورية تحتاج لحكومة قوية بحجم التضحيات التي يُعانيها شعبنا … بإسمنا جميعا نرفض حكومة لتمديد الأزمات ، مطلبنا حكومة نأتمنها على طموحاتنا فلا تكون مجرد حكومة مقايضة بل حكومة تطبيق الدستور والقوانين والقرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701 ،حكومة مشاريع حلول وفرضها .
