أتوجه إلى أبناء مدينة طرابلس الكرام، ولجميع اللبنانيين، بأشد عبارات الاستنكار لما حدث اليوم من إساءة دينية أطلقها صاحب محل لبيع الأحذية النسائية في مدينتنا العريقة، طرابلس. إن هذا الفعل لا يمكن قبوله أو تبريره بأي حال من الأحوال، ويتعارض مع القيم الإنسانية والدينية التي نعيش بها معًا في وطن واحد.
إن احترام المقدسات الدينية والحفاظ على حرية العبادة جزء لا يتجزأ من هويتنا اللبنانية، ويجب أن يظل فوق كل اعتبار. إن لبنان، بشعبه المتنوع والمتعدد الأديان والطوائف، يظل دائمًا نموذجًا للتعايش والتآخي، وهو ما يجب أن نحرص عليه في كل وقت وحين. لذلك، فإن الإساءة إلى المقدسات الدينية لا يمكن أن تكون جزءًا من ثقافتنا، ويجب التصدي لها بكل حزم وقوة.
إن مثل هذه التصرفات تهدد الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي في مدينة طرابلس، وتعمل على إشعال الفتنة بين أبناء الوطن. من هذا المنطلق، أدعو الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد كل من تورط في هذه الإساءة، وضمان محاسبته وفقًا للقانون، حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال في المستقبل.
وفي الوقت ذاته، فإنني أؤكد أن الوقت قد حان لتركيز الجهود على تنمية منطقة طرابلس وتحقيق النهضة المستدامة فيها. إن هذه المدينة العريقة، التي طالما كانت منبعًا للعلم والثقافة والحضارة، بحاجة إلى رص الصفوف وتوحيد الطاقات من أجل تبني مشروعنا للنهضة والتطوير الذي يعيد لهذه المدينة مكانتها ويضمن استمرارية دورها التنموي باعتبارها العاصمة الثانية للبنان والمدينة المملوكية العروبية التاريخية.
لذلك علينا أن نعمل معًا من أجل تطوير البنية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، وإيجاد حلول مستدامة تضمن مستقبلًا أفضل لأبنائنا. إن المشروع التنموي المستدام الذي تقوم به مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة هو السبيل لضمان استقرار المدينة وازدهارها، ولكننا لن نتمكن من تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجميع.
دعونا نضع طرابلس في المكان الذي تستحقه، لتكون قلب لبنان النابض بالمحبة والإنسانية، ولنبني معًا لبنان الجديد على أسس من التسامح والاحترام المتبادل.
الأستاذ محمد الخربوطلي
رئيس مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة
التاريخ: [9/4/2025]
