بيان صادر عن الشيخ حسام العلي مدير عام جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي _لبنان

إلى الشعب اللبناني الكريم وإلى الأمة العربية والإسلامية،

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد،
في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة، فإننا في جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي نؤكد على عدة نقاط هامة تتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان، وكذلك التطورات المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني والوضع السوري.

أولاً: الانتخابات الرئاسية في لبنان
إن الوضع السياسي في لبنان يمر بمنعطف خطير، حيث إن الجمود السياسي المستمر وتأخر انتخاب رئيس للجمهورية قد أصبح يشكل تهديداً مباشراً للأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي في البلاد. إننا نطالب جميع الأطراف السياسية بالتحلي بروح المسؤولية الوطنية، والعمل الجاد من أجل انتخاب رئيس جمهورية جديد يعكس إرادة الشعب اللبناني، ويعمل على حماية السيادة اللبنانية، ويعزز من استقرار مؤسسات الدولة.

إن التأخير في انتخاب رئيس جمهورية ليس مجرد مسألة سياسية، بل هو أمر يؤثر في حياة المواطنين اليومية ويزيد من معاناتهم في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة. لذا، نطالب بتسريع عملية انتخاب الرئيس، ووضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية التي تضع مصلحة لبنان أولًا.

ثانياً: التعديات المستمرة من العدو الصهيوني
إن العدوان الصهيوني المستمر على أراضينا ومياهنا في لبنان، وانتهاك السيادة اللبنانية بشكل مستمر، يعد جريمة ضد الإنسانية يجب أن يقف العالم بأسره ضدها. نحن في جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل الهيئات المعنية بحقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه هذه الانتهاكات الصارخة.

إن استمرار العدو الصهيوني في أعماله العدوانية يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فاعلة لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين في لبنان، والعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الإنسانية. ونحن نؤكد على أن لبنان، بكل أطيافه، سيظل صامداً في مواجهة هذا العدوان، ولن يتنازل عن حقوقه في أرضه ومياهه.

ثالثاً: الموقف من الوضع السوري
إن الوضع في سوريا الشقيقة يؤثر بشكل كبير على لبنان والمنطقة بأسرها. ونحن في جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي نؤكد على ضرورة استقرار الوضع في سوريا، حيث أن هذا الاستقرار يعكس استقراراً لكل دول المنطقة. نأمل أن يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن حقوق جميع السوريين ويحفظ وحدة وسلامة أراضيهم.

كما نؤكد على أن لبنان وسوريا هما بلدان شقيقان، تجمعهما روابط تاريخية وثقافية، ويجب أن يتعاونا في مواجهة التحديات المشتركة، بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية، سواء كانت صهيونية أو أمريكية، تهدف إلى تقويض إرادة الشعوب وتدمير استقلالية قراراتها. إننا نطالب بأن تكون جميع قراراتنا في لبنان وسوريا نابعة من إرادة الشعبين، وأن نعمل معًا من أجل تحقيق مصالحنا المشتركة في إطار من السيادة والوحدة.

رابعاً: التضامن العربي والإسلامي
إننا في هذا الوقت العصيب نؤكد على أن التضامن العربي والإسلامي ونبذ الخلافات المذهبية بل والتمسك بالوحدة بين شعوبنا العربية والإسلامية، يبقى السبيل الوحيد لمواجهة التحديات التي تحيط بأمتنا. وعلى الجميع أن يتعاونوا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، وحماية حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والوقوف في وجه أي محاولات لفرض الهيمنة الأجنبية على بلادنا.

إننا نرفض أي إملاءات صهيونية أو أمريكية تهدف إلى تقسيم أمتنا أو تشتيت وحدتنا، ونؤكد على أن خيارنا هو الوحدة والتضامن والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.

في الختام:
نحن في جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي لن ننسى غزة وفلسطين والأقصى وكل المقدسات ولن نغير أو نبدل في قناعاتنا بأن النضال في وجه المستعمرين ومقاومة المحتلين طريق التحرر والتحرير وتقرير المصير وهذا يستوجب من أبناء وطننا لبنان، ومن جميع الأشقاء في سوريا وفلسطين، ومن عموم أمتنا العربية والإسلامية، التضامن والتعاون في مواجهة هذه التحديات. نسأل الله العلي القدير أن يعيننا على الحفاظ على سيادتنا واستقلالنا، وأن يحقق لنا الأمن والاستقرار.

اللهم احفظ لبنان وسوريا وفلسطين وكل بلاد المسلمين من كل سوء، ووفقنا لما فيه خير أمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المكتب الإعلامي
الخميس02 رجب الخير لعام 1446ه‍ /الموافق 02 كانون الثاني 2025 م

شاهد أيضاً

أسعد الحريري زار سفير بلغاريا

وطنية – زار رئيس جمعبة”تجّار لبنان الشمالي” أسعد الحريري سفير بلغاريا لدى لبنان ، ياسين …