أطلّ رجل الأعمال محمد الخربوطلي في مقابلة حصريّة على قناة NBN ليُدلي بأبرز تصريحاته الوطنية والنهضوية بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان مشيرا إلى ما قدّمته مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة من أعمال إغاثة وايواء..
في بداية المقابلة خاطبته الاعلامية المُستضيفة بكلمات الشكر والثناء على كونه رجل العطاء وصاحب الفكر في منطقة طرابلس حيث ركزّ جلّ إهتماماته على التعليم والرياضة، متخطياً حدود المكان ليصل إلى الضاحية والبقاع وبعلبك في ظل الحرب.
فجاء الرد من حضرة الأستاذ محمد: مشيراً على أنه منذ سنة ونصف و مع بداية إطلاق مشروع النهضة والتطوير أعلن في مهرجان رياضي عن شعاره ( نرفع لواء الإيمان بلا تعصّب ولا تحزّب ولا نرضى في صفوفنا إلّا المؤمنين المعتدلين) مستكملاً حديثه ( منذ ذلك الحين وجهنا عملنا نحو لبنان الوطن الواحد اللامذهبي واللاطائفي، وبدأنا العمل على المستوى الشبابي بهدف إعداد جيلٍ يحمل كفاءات متميّزة لبناء وطن سليم، ركزنا على العلم والثقافة وحب الوطن والإخاء والمقاومة والإنسانيّة ولبنان العربي… كلّها مفاهيم تدخل ضمن إطار العلم، بالمقابل ركزنا أيضاً على الإهتمام بالرياضة. وقد ذكرت في أكثر من مقابلة أن أهلنا هم كل الوطن في حال تعثر أحد من أهلنا في الجنوب فأمره يعنينا في الشّمال … لذا كنّا من السّباقين في إستقبال أهلنا المُقاومين من الجنوب وبعلبك والبقاع، فالعدوان الإسرائيلي ضرب الصميم اللبناني وهجومه العدائي لا يفرق بين مسلم سني وشيعي أو مسيحيّ، العدو عدو الأمة جمعاء وليس فقط لبنان.
وبالتالي لا بد من وجود أيادي ترد العدوان في مقابل أيادي تحتضن أهلنا النازحين قسراً لنقدم لهم أدنى مقومات الحياة، وكما قال السيد موسى الصدر ( السلاح زينة الرجال) والسلاح بهذا المعنى ليس فقط البندقية إنما سلاح العلم والثقافة والتآخي).
وفي تعقيب من قبل المستضيفة أشارت إلى أن الحرب أثبتت الوحدة بين أهل طرابلس والجنوب إقتداء بأقوال السيد موسى الصدر على لسان المسيحي والمسلم السنيّ. هنا إستفاض بالحديث السيد محمد ليلقي الضوء على أنّ الإعلام قد لعب دوراً سلبياً في تقديم صورة مشوّهة وإعتبار طرابلس مدينة شبه متطرفة، ولكن المشهد الواقعي في ظل الحرب يؤكد شهامة الطرابلسي الذي فتح بابه ومنزله أمام إخوانه الجنوبيين، ثمّ أضاف ( إنّ طرابلس هي حلقة الوصل بين بيروت والشام وبين الامتداد العربي بأكمله، هي أيضاً قلعة المسلمين وقلعة الاعتدال وقلعة العرب فالإسلام المعتدل يعني تقبل الآخر وتقديم العون له وقت الحاجة وما شهدناه ذكرني بمشهد هجرة الرسول صل الله عليه وسلم مع أصحابه من مكة المكرمة إلى المدينة حيث إستقبله الأنصار بكل حب ورحابة).
قبل ختام المقابلة سألته المستضيفة عن كيفية إحتضان أهل الجنوب وعن آلية العمل.
أجاب الخربوطلي على أنه كان على إستعداد تام من حيث التجهيز والتنفيذ بناء على وضعه لخطة سابقة للطوارئ، قائلاً: (فمنذ إندلاع حرب طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر جرى الحديث عن ضربة إسرائيلية ستطال الوطن لبنان ، وفعلاً حدث ما كنّا نتوقّع لذلك فوراً نزل الشباب إلى الميدان وفق إستراتيجية مدروسة وتم العمل على مدار ٢٤ ساعة، أمّا بالنسبة لنوع المساعدة شملت في البداية الوجبات الغذائية، ومن ثم تأمين الأثاث الرئيسي لينعم الناس بالراحة، ومع مشاهدة إكتظاظ عدد النازحين دعت الحاجة إلى تنسيق أماكن السكن من أجل تأمين مجال للخصوصية وحرمة النساء من الأخوات الجنوبيات).
ختم رئيس مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة مقابلته بأن أهل الجنوب رغم تعطشهم للرجوع منذ لحظة إطلاق النار إلّا أنهم لم ينسوا أن يشيدوا بكلمات الشكر والثناء لشخصه، ولكل من قدم لهم المساعدة ما يؤكد على أنّ مرارة الحرب كرست مفهوم التلاحم والتآخي في الوطن مستذكراً التلاحم التاريخي بين أهل الجنوب والشمال وهو ليس بالأمر الجديد.
وقد وعد بأن يبقى العمل مستمرا والمشاريع التي بدأ بها ستزدهر من طرابلس إلى كل الوطن كفكر مؤسساتي، وثقافي ووطني وعربي مُعلناً بأنه لن يترك أهل طرابلس فمدينة العلم والثقافة تستحق الأفضل دائماً.