قام رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي كمال حديد، على رأس وفد من المجلس التنفيذي للمؤتمر، بزيارة طرابلس تفقدية لمؤسسات المؤتمر في المدينة، والإطلاع على نشاطاتها المتنوعة والخدمات التي تقدمها لأبناء المدينة والوافدين اليها نتيجة العدوان الصهيوني الوحشي على لبنان.
ورافق حديد في الزيارة، نائب أمين المحافظات في المؤتمر محمد الزعبي، أمين العلاقات السياسية الدكتور عبد الله نجم، والمسؤول التنفيذي لإذاعة صوت بيروت ولبنان الواحد وسام طرابلسي، وكان في استقباله مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس والشمال المحامي عبد الناصر المصري، المحامي مصطفى عجم، المربي هادي مكي، مسؤول هيئة الاسعاف الشعبي في طرابلس حسام الشامي مع عدد من متطوعي الهيئة، مسؤول اتحاد الشباب الوطني في طرابلس خالد عدس مع عدد من كوادر واعضاء الاتحاد.
بدأت الجولة بزيارة مركز ابن سينا الصحي الاجتماعي التابع للاسعاف الشعبي، حيث جال الوفد على اقسامه واطلع على تقديماته في الميادين الصحية كافة.
وأعرب حديد عن “تقديره العميق لخدمات المركز وتطوره الدائم” ، ووجه “التحية لادارته وللاطباء والممرضات والمتطوعين على نشاطهم وجهودهم في خدمة أبناء طرابلس والوافدين اليها” ، مشدداً على “انهم يجسدون بعملهم هذا الحديث النبوي الشريف “احب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس”.
ثم انتقل كمال حديد والوفد المرافق ومستقبلوه، الى مدرسة الجديدة التي تحتضن حوالي 450 شخصاً من الوافدين اليها بسبب الحرب الصهيونية الوحشية على لبنان، وتتولى مؤسسات المؤتمر الشعبي إدارة عملية الإيواء فيها ورعاية الوافدين وتقديم الحاجيات والخدمات اللازمة لهم.
والتقى حديد بمجموعات اتحاد الشباب الوطني والاسعاف الشعبي وكشاف الشباب الوطني والتي تسهر يومياً على رعاية الوافدين، معرباً عن “إعتزازه بهم”، ومنوهاً ب”عطائهم وتطوعهم من أجل بلسمة جراح أخوتنا في الوطن الواحد واغاثة المنكوبين ومد يد العون للمحتاجين” . كما التقى عدداً من الوافدين الذين اعربوا عن “شكرهم للأخلاقيات السامية وحسن التعامل والإستضافة التي يتمتع بها المتطوعون في مؤسسات المؤتمر الشعبي، وعلى الاهتمام الكبير والدائم بهم”.
وفي المقابل أكد حديد ان” المعاناة واحدة والجرح واحد، فنحن أخوة تشدنا الى بعض رابطة الانتماء الوطني والقومي العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق”، مؤكداً” أهمية الصمود وتمتين الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الصهيوني للانتصار عليه وإسقاط أهدافه الشريرة”.
وفي مقر المؤتمر الشعبي في طرابلس، عقد كمال حديد اجتماعًا مع إدارة مركز ابن سينا الصحي وإدارة مستوصف الميناء الخيري التابعين للاسعاف الشعبي، كذلك اجتماعاً ثانياً مع إدارة مؤسسات المؤتمر الشعبي في طرابلس، استهل الاجتماعان بقراءة الفاتحة على روح الفقيد الكبير الاخ كمال شاتيلا وأرواح الاخوة الاتحاديين الراحلين وشهداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
ثم تحدث المحامي عبد الناصر المصري الذي رحب ب “كمال حديد والوفد المرافق” ، وتناول “دور اتحاد الشباب الوطني والاسعاف الشعبي وكشاف الشباب الوطني في خدمة اهالي طرابلس والوافدين الى المدينة” ، شاكراً “العاملين والمتطوعين فيهما على دورهم الكبير وما يبذلونه من جهود جبارة ومقدرة” ، وموجهاً “تحية إجلال لروح الاخ كمال شاتيلا الذي حرص في حياته على بناء المؤسسات في طرابلس، كما في بيروت وكل المناطق اللبنانية، لخدمة الناس والتنافس على منفعتهم وإضاءة الشموع لمواجهة الحرمان والاهمال بدل لعن الظلام”، وشدد على تأكيد “استمرار مسيرة التضحية والعطاء والنضال في كل الميادين”.
بدوره شكر حديد في كلمته، ” عبد الناصر المصري ومسؤولي وإدارات المؤسسات والعاملين والمتطوعين فيه”ا، وذكّر ب” ما كان يصف به الفقيد الكبير الاخ كمال شاتيلا المتطوعين في الإسعاف الشعبي بأنهم ملائكة الرحمة، وأن اتحاد الشباب الوطني هو من الطلائع المتقدمة التي تستكشف للشعب طريق الحياة” ، مشيراً الى أن” ما زرعه الاخ كمال شاتيلا أنبت سنابل خير في حياته وبعد وفاته، وأن هذه السنابل ستبقى تنثر الخير في مواجهة كل ألوان الشر ومنه العدوان الصهيوني على لبنان والحرمان والاهمال الذي تعرضت له طرابلس وكثير من المناطق اللبنانية نتيجة سياسات الطبقة الحاكمة الفاسدة” .
وقال حديد: نحن اليوم في دولة مستهدفة من العدو الصهيوني الذي لا يستثني أحداً من إجرامه ووحشيته ومن حرب الابادة التي شنها على غزة ويشنها اليوم على لبنان، وأن الواجب الديني والوطني والقومي يستدعي التصدي لهذا العدوان واسقاط أهدافه الشريرة، لذلك لا بد من تضافر كل الجهود وتعزيز مقومات القوة لمواجهته، عسكرياً وسياسياً وشعبياً، وتحصين الوحدة الوطنية في مواجهة كل أنواع الفتن”.
وشدد على أن” الإدارة الأميركية ما تزال تمارس الكذب والتضليل، كعادتها، فهي تتحدث عن العمل لوقف النار وفي المقابل تحمي الكيان الصهيوني من اي محاسبة دولية وتمده بكل أنواع الأسلحة التدميرية والفتاكة بالبشر والحجر، لكن هذه الأسلحة ستبقى عاجزة أمام إرادة المقاومة وإيمانها بحق وقدسية الدفاع عن لبنان وفلسطين والصمود أمام العدوان، مشيراً الى أن العدو الصهيوني نجح في القتل والتدمير وارتكاب المجازر، لكنه لن يستطيع تحمل حرب استنزاف طويلة في لبنان، فالمقاومة في فلسطين ما زالت تقاتل العدو وتكبده خسائر فادحة يومياً، على الرغم من مرور أكثر من سنة وشهر على العدوان على غزة، وهذا العدو الذي نجح في تدمير القرى اللبنانية المتاخمة للشريط الحدودي في أبشع جرائم الحرب، يخاف من توسيع ما يسميه العملية البرية لانه يعلم أن أرض الجنوب سوف تتحول الى مقبرة لجنوده ودباباته، بعزيمة المقاومة التي قال عنها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بأنها وجدت لتبقى ولسوف تبقى، وبأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة مهما بلغت التضحيات”.