نظم قطاع المرأة في تيار العزم وبإشراف الدكتور محمد حبلص أمسيّة شعريّة بعنوان” فوضى الحروف” وشارك فيها الشعراء: عروبة شكر ، وحيد حمود ، سعاد قصير والروائية آية مراد وذلك في مقرّ قطاع المرأة في طرابلس .
وقد ألقت الشاعرة عروبة شكر قصائدها باللّغة العاميّة و تنوّعَت مواضيعها بين الغزل العذريّ المحبّب للقلب وذلك في قصائدها الثلاث (حلم، مراية، وسرقة) كما وتطرّقت بوجدانها إلى ذكريات الطفولة في قصيدتها (ذكريات) ولم تترك كتاب الفلسفة متروكًا بلا قراءة فألقَت قصيدة (رحلة عمر) وهي عن مراحل نمو الإنسان في حياته وتقلّبات هذه الحياة،
وفي الختام لم تترك قضيّة اليوم وكلّ يوم دون أن تنسج لها قصيدةً تُدمع الأعيُن قصيدة (زهر تشرين) وهي للأطفال الذين أزهرت دماؤهم تحت الردم.
من جهته الشاعر والباحث في الأدب العربيّ وحيد حمود ألقى ثلاث قصائد من الوجدانيّات و تنوّعت مواضيعها ولكنّها لم تخرج عن إطار الحزن والفوضى التي تجتاح حروف المرء، وكانت قصيدته الأولى بعنوان (انتحار) وهي قصيدة رمزيّة فلسفيّة عن التساؤلات الوجوديّة والتفكر في أحداث هذا الكون وأثرها على المرء، وفي قصيدته الثانيّة المعنوَنة (فوضى)، طرح موضوع وجدانيّ وهو علاقة الحبّ بعد الفراق بلسان المرأة، والقصيدة الثالثة بعنوان (أنين) وتتحدّث عن قصة حبّ وجدانيّة وما تحمل من ذكريات بين العشيقيْن
أما الشاعرة والباحثة في الأدب العربيّ سعاد قصير فقد قدّمَت أربع قصائد تنوّعت مواضيعها بين فلسفة وحبّ وهجر وألم جرّاء مرض الألزهايمر.
ففي قصيدتها (نصف امرأة) تناولت قضيّة الحبّ بين الجنسين، وسلّطت فيها على أهميّة الذات الأنثويّة ككيان كامل يبحث عنه الرجل وليس نصفًا.
وكان من نصيب الفلسفة فلسفة الحياة قصيدتين جميلتين، هما (شرود) و (غريق) واللّتان تتحدثان عن رحلة البحث التي يمرّ بها الإنسان والخيبات التي يصاب بها وأثرها على الإنسان.
وقصيدتها الأخيرة كانت بعنوان (نسيان) وهي تتحدّث عن المعاناة التي يمرّ بها مريض الألزهايمر، وهو مرض فقدان الذاكرة، وكيف يتحوّل الموجودون حوله إلى غياب رغم تواجدهم وألم هذا الأمر.
وأخيرا الكاتبة والروائية الأستاذة آية مراد، ألقت ثلاثة نصوص نثريّة، تمحورت حول مواقف وجدانيّة ووجوديّة عن الحياة، ففي نصّها الأوّل المعنوَن (تيقُّظٌ مختلف) أبدعت في رسم علاقة جدليّة وجوديّة بين الصوت الخارجيّ للإنسان “المنبّه” والصوت الداخليّ “الرّوح”، أمّا في النّص الثاني المعنوَن “نقطة في عين الكون” فكان عبارةً عن تساؤلات وتأملات رمزيّة واقعيّة عن الإنسان والكون. وفي نصّها الأخير الذي حمل عنوان ” خارج السّرب” فقد حلّقت نحو البعيد لتكسر فكرة الموروث والتقليد، وحثّت الإنسان المرمّز بالطير نحو التحليق والبحث الدائم عن الحريّة، فالحريّة هويّة المرء.
وقد قدم الأمسيّة الباحثة تمام قلعجي