العلامة الشيخ علي الخطيب : الأوضاع الى يعيشها العالم العربي والإسلامي تستدعي من المسلمين ان يعودوا الى مفهوم العدالة

ادى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة استهلها بالقول ان الأوضاع الى يعيشها العالم العربي والإسلامي تستدعي من المسلمين ان يعودوا الى مفهوم العدالة التي كرسها الامام علي بن ابي طالب(ع) في مواقفه وحكمه، فهو امتاز بخصائص ومناقب اهلته ليكون ولياً للمؤمنين واميراً لهم، وليس كمثله شخص بعد رسول الله جسد الإسلام في حماية الامة والدفاع عن الشريعة من خلال توليه للحكم ولم يكن همه السلطة لان قضيته هي تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الظلم والعدوان ونصرة الحق ، فهو امتاز بحكمته وورعه وعدالته ولم تغّره السلطة انما وفى بما عاهد الله عليه، فلم ينتفع من السلطة وتحمّل الصعاب والمشقات ، فاقام العدل واحق الحق ودافع عن الإسلام وكان شعاره” لاسالمن ما سلمت أمور المسلمين،” فكان (ع) متواضعاً يواسي الفقراء والمساكين ولا يتوانى عن نصرة المظلومين ،لا تأخذه في الله لومة لائم من قول الحق ونصرته ومحاربة الباطل والظلم.
وأكد سماحته أن الإختلاف في الإنتماء المذهبي والعقائدي والسياسي لا يُلغي الحق والإنصاف ولا يُعطي إمتيازاً لأحد دون الآخر، إن واجب الحاكم أن يرفع الظلم عن المظلومين ويحق الحق ويُعطي الناس حقوقهم وينصفهم حتى من نفسه فلا تأخذه في قول الحق وإزهاق الباطل لومة لائم.
وتابع سماحته… إن المسلمين وصلوا إلى مكانة الضعف لأنهم لن يطبقوا العدالة في شعوبهم ولم يلتزموا بأحكام الله وشريعته، وإستخدام الموضوع الطائفي بحجة الدفاع عن مصالح الأنظمة التي اثارت الخلافات الطائفية والمذهبية في الأمة حتى لا يطالبها أحد بالعدالة، فالمذهبية التي إستخدمت ولا تزال هي موجودة تحت الرماد حتى تثار لإلهاء الناس، ولو سار المسلمون على سيرة الإمام علي بن أبي طالب(ع) فلن تكون هناك مشكلة فلسطينية، وحينما تخضع الامة لثقافة الغرب وموازين القوى المادية فانها تستسلم للعدو الإسرائيلي، إن الغرب يبني القوة لأجل النفوذ والهيمنة والظلم ونحن نملك القوة لأجل الحق، ولكن المؤمنين بعقيدة الإسلام وروحيته أعدوا القوة اللازمة لمواجهة العدو الصهيوني وكان سلاح المقاومة بسيطاً في مواجهة الإجتياح الإسرائيلي الذي احتل ثاني عاصمة عربية لكن إرادة المقاومين كانت أقوى من الإحتلال فخرج المقاومون لمحاربة الإحتلال حتى وصلنا لهذه المرحلة، فكان المقاومون آنذاك محاصرون من الداخل والخارج ولكنهم إنتصروا على العدو وحرروا الأرض.
وتابع…إن الشعب الفلسطيني تحدى الاجرام الصهيوني ولم يستسلم للعدو وقدم كل التضحيات لأنهم وجدوا أن الصراع هو صراع وجودي ،و نتائج المعركة في فلسطين ستؤثر على كل القوى الدولية بشرقها وغربها لأنهم يحاربون على أساس القيم المادية ولاجل الهيمنة فيما الفلسطينيون يحاربون لاجل القيم المعنوية في مواجهة القوى والموازين المادية، وهذا ما يجعل من معركة فلسطين تحدٍ للنظام العالمي وللقيم المادية وليس للصهاينة وحسب ، هذه المعركة ثقافية ستغير من ثقافة العالم وستنتصر القيم بإذن الله تعالى، فالشعب الفلسطيني رغم كل الدمار هو الذي يفرض على الإسرائيلي أن يتراجع، وهو يدفع بدمائه وأطفاله وبيوته الثمن يحقق معادلة جديدة سينتصر فيها على العدوان، لذلك نرى أن الغرب بعد طوفان الأقصى بادر سريعاً إلى نصرة الكيان الصهيوني فيما تقدم الولايات المتحدة مبادرات لتحقيق السلام بعد إبادة عائلات فلسطينية و تبادر إلى إيفاد المبعوثين الذين يريدون وقف المعركة لمصلحة العدو الإسرائيلي حتى يفسح المجال لمزيد من القتل والدمار، ولذلك دخلت المقاومة في هذه المعركة مساندةً لشعب غزة ولمصلحة لبنان في لجم العدو عن تنفيذ تهديداته بشن عدوان جديد على لبنان لأن ديننا يفرض علينا ذلك.
وراى سماحته ان معركتنا مع العدو الإسرائيلي هي معركة ثقافية الى جانب انها عسكرية، والمشكلة عن بعض العرب والمسلمين انهم لا يريدون ان يعترفوا ان مشكلتنا مع العدو لا يمكن حلها الا بالمقاومة التي اثبتت التجارب انها الطريق الوحيد لتحرير الأرض، فهم يتعاطون مع القضية الفلسطينية بخلفيات مذهبية ومصالح خاصة للحفاظ على السلطة ويخافون على عروشهم، ان بعض اللبنانيين يفكرون بخلفية مذهبية وطائفية، ونحن نؤكد ان المقاومة اذا انتصرت ينتصر معها كل اللبنانيين، ومشروعها هو لمصلحة لبنان ولكن المشكلة تكمن في الطائفية والمذهبية ، ونحن حينما نطرح دولة المواطنة لانها تعطي الحق لكل اللبنانيين وتنصفهم ولا تميز بينهم في الحقوق والواجبات، فالشيعة ليسوا كتلة متمايزة عن سائر المسلمين واللبنانيين ، وهم في خدمة لبنان والدفاع عن سيادته، وعلى اللبنانيين ان ينتجوا حلا داخلياً لازماتهم من خلال الحوار والتوافق و لا ينتظروا الخارج

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حركة التلاقي والتواصل في لبنان

الجشع والاستغلال متمم للعدوان على الشعب اللبناني في ظل الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان الإسرائيلي …