عقد لقاء الاحد الثقافي مجلسه الدوري في مقهى الجزيرة ، الميناء، بحضور الشيخ ماجد درويش ، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الاستاذ صفوح منجد ، رئيس رابطة الجامعيين الاستاذ غسان الحسامي، د لامع ميقاتي، النقيب منذر كبارة، العميد احمد العلمي، د عبد الهادي الدنون، د سوسن الابطح، د محمود طالب ، الاستاذ معتصم علم الدين والاعلامية ليلى دندشي حيث استقبل اللقاء شخصية طرابلسية شمالية تحكي قصة نجاح ، هو المهندس الناجح، الشيخ جو صوما (عواد) ابن حصرون الذي عاش وترعرع في طرابلس، وهو المسيحي الذي تخرج من دار التربية والتعليم الإسلامية.
وقد سبق واستضاف اللقاء الشيخ جو صوما، تحدثنا عن رحلة نجاحه وانجازاته، أما اليوم فإن اللقاء معه كان لأمر آخر تميز به وهو صداقته المميزة مع غبطة الكاردينال الراحل مار نصر الله بطرس صفير، هذه الصداقة التي جعلته من أقرب الشخصيات إلى غبطته، فكانت فرصة لنسمع منه عن حياة الراحل ما لا يعرفه الكثيرون.
لا شك بأن غالب أهل لبنان يعرفون صلابة مواقف غبطته السياسية، لذلك جعلنا الحديث يدور حول محورين : الأول حياته الخاصة، والثاني إنجازاته ضمن الطائفة والكنيسة.
العائلة
غبطته أخ لخمس بنات من أبيه، فوالدته توفيت بعدما وضعته بفترة وجيزة. فتزوج والده امرأة ثانية وأنجبت البنات الخمس.
منذ صباه كان يميل إلى الترهب، وكان والده يمنعه، إلى أن استسلم أخيرا لإرادة ابنه، وكان في صباه هرب من البيت والتحق بالدير مرتين، وفي كل مرة كان والده يعود به ليكمل دراسته العادية. إلا أن ما غلب على عقله وقلبه هو الترهب.
في إحدى المرات قال له والده: أريدك أن تتزوج وتنجب أولادا.
فقال لوالده: أنت تزوجت مرتين، مرة عنك ومرة عني.
كان متواضعا جدا ، محبا لخدمة الناس، يقوم بشؤونه بنفسه، لا يحب إزعاج أحد.
إنجازاته:
من أهم إنجازاته ضبط شؤون الوقف الماروني وإعادة تنظيمه، علما أن الوقف الماروني يساوي ربع مساحة لبنان، بحسب عبارة الشيخ جو.
ومن التنظيمات المهمة استصدار قانون يمنع التأجير والاستثمار للأراضي الوقفية بدون موافقة لجنة التخمين والإيجارات في البطريركية، بينما كان سابقا يرجع لمطرانية المناطق.
كان غبطته حريصا جدا على مالية البطريركية، يظهر ذلك من اهتمامه بعدم الإسراف في استخدام الممتلكات والمرافق العائدة للبطريركية.
أنشأ البازيليك الجديد في ساحة بكركي الخارجية، وأنشأ قاعات كبيرة ، وجناح جديد . إضافة إلى المدافن الجديدة الملحقة بالبطريركية.
هذه الإصلاحات (أغنت بكركي) على ما قاله الضيف الكريم.
هذا وقد أخبرنا أن غبطته عنده مذكرات مهمة جدا لم تطبع بعد.
كما أخبرنا عن أهمية أن يكون هناك كرادلة من لبنان، وأول الكرادلة كان البطرك صفير، علما أن الكاردينال يشارك بانتخاب البابا من الكرادلة، وبالتالي يمكن أن يكون بطرق الموارنة في لبنان في يوم ما (بابا روما).
علما أن البطريرك صفير عندما نصب كاردينالا وذهب إلى روما لأداء الصلوات التي كانت تتلى باللاتينية على العادة، أصر على تلاوة صلواته باللغة العربية قصدا، معبرا عن اعتزازه بالانتماء إلى هذه المنطقة التي منها خرج المسيح عليه السلام.
أهلا بالشيخ جو صوما عواد ابن طرابلس ، وابن حصرون عاصمة البطريركية الثقافية، فهي القرية اللبنانية الوحيدة التي تخرج ١٣٦ عالما كهنوتيا من أبنائها من أكاديمية روما.
بقي أن نتوجه بالشكر أيضا إلى الضيوف الكرام الذين شرفونا بحضورهم…