كرامي في احتفال تأبين المربية أمل فخرالدين في ذكرى الأربعين لوفاتها في الرابطة الثقافية : هي من العائلة الكرامية وهي واحدة من اسرة وبيت عمر كرامي

نظم تيار الكرامة إحتفال تأبين المربية أمل فخرالدين في ذكرى مرور اربعين يوما على وفاتها، على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس، برعاية وحضور رئيس التيار النائب فيصل كرامي، وحضور رئيس جامعة المدينة الوزير السابق الدكتور سامي منقارة، رئيسة المنطقة التربوية نهلا حاماتي، رئيس مجلس إدارة المستشفى الإسلامي الخيري كميل قصير، مدير المستشفى عزام أسوم، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذ خالد الحجة ، رئيس جمعية كشافة الغد القائد عبد الرزاق عواد وأفراد عائلتي كرامي وفخرالدين وحشد من رؤساء المصالح والدوائر والقطاعات التربوية والأهالي.

نغرو

البداية مع تلاوة من القرآن الكريم لامام مسجد الرحمن محمد حبلص، ثم النشيد الوطني، فترحيب من المهندس إبراهيم معصراني، معددا انجازات الراحل، ومستعرضا دورها التربوي والاجتماعي، ثم تم عرض شريط مصور عن سيرة حياتها ودورها في تيار الكرامة. ثمّ ألقى الدكتور وسيم نغرو كلمة رابطة التعليم الثانوي في لبنان، عدد فيها اهم خصال ومزايا الراحلة ونضالها في صفوف الروابط التعليمية الرسمية لتحصيل حقوق الأساتذة. وذكر في تدرىجها في مراحل التعليم مدرسة وناظرة ومديرة وعضوية رئيسة الرابطة فمستشارة لوزير التربية في حكومة المغفور له الرئيس عمر كرامي، وقال :” إن من أبدع في حياته مبتسماً يموت تاركاً وصية تعكس مرآة ابداعه لا أكثر، وهل هناك أجمل وأنصع من مرآة تعكس نقاء القلب وصفاء الروح وتاريخاً من النضال لا ينضب! مرآتك يا أمل وافرة بالمعاني لا يكسرها موت لأنها غنية بالحياة”. ا

اضاف:” نجتمع اليوم لنتذكر الأمل “أمل فخر الدين” كم لك من إسمك نصيب! تخوننا الكلمات في ذكراك، وذلك ليس تقصيراً في حبك ولكنه الخوف، الخوف من الاقتراب من الوجع، وجع الألم في غيابك، إذ وكما تعلمين، كلما غادرنا حبيب، مات جزء منا دون أن ندري. نعم، الموت حقٌ على كل حي، فقط عندما يفاجئنا لا نملك معه إلا أن نتذكر تلك الوجوه السمحة التي منحت القلب والجسد والروح بسخاء المطر والعطر معاً، سكبتي منهما الكثير ولا يزال عبق ذكراك يفوح في كل أنحاء المدينة وأبعد. نعم، للموت وقع جلل. ونحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيك، ونذرف الدمع في وداعك، و نكاد لا نصدق أننا لن نراك بعد اليوم.أنت التي عرفناك معلمة ومربية فاضلة،كما عرفناك ناظرة ومديرة راقية في سلوكها وأفعاله. أنت التي عرفناك أختاً صادقة واماً ناصحة أمينة على قيمها، أنت التي عرفناك شجاعة حرة ، إذ لم تخونينا يوماً، لم تكوني مثلهم، لم تكوني كهؤلاء المختبئين وراء بدلاتهم وربطات أعناقهم ، أصحاب النفوس التواقة إلى الحلول السهلة المائعة التي لا لون لها، اللاهثين وراء المظاهر الخداعة والشهرة الزائفة الزائلة”.

وقال:” لم تكوني يوماً من الذين يملؤون الدنيا ضجيجا، ويظل إناء أفعالهم فارغـا، الذين لا تعنيهم مصلحة الوطن والمواطن. بل انهم باعوا الوطن ومعه المواطن. كيف ننساك يا أمل كيف؟ كنت تنتمين الى تيار الكرامة نعم، ولكن الكرامة بدورها كانت تأبى إلا أن تنتمي اليك. كنت السباقة إلى ساحات النضال، تلك الساحات التي شهدت على مشاركتك حتى في أصعب ظروفك الصحية. لقد ناضلت ودافعت بشرف وشهامة عن حقوق الأساتذة وكنت ممن ساهم في تحصيل الكثير منها، تلك الحقوق المكتسبة التي بات القاصي والداني يريد أن ينقضّ عليها بحجة انها أرهقت الدولة والخزينة. أما في التسجيل لقد كنت صوت الحق الصارخ المدافع عن حقوق المتعاقدين والمتمرنين والمثبتين والمتقاعدين. فليستح أولئك المطالبين بالانقضاض على حقوق الموظفين وليقرأوا سيرتك جيداً وليسمعوا قصتك باصغاء. لكي يعرفوا أنهم مهما كرّموا أمثالك. قليل. وانهم سوف يواجهون من تلامذتك ومن زملائك في النضال . الكثير .نعدك يا أمل بأننا في رابطة التعليم الثانوي مستمرون، نستلهم من قوتك وصبرك وشموخك كيف يقف المظلوم في وجه الظالم، يصرخ في وجهه ويردعه. لا بل ويكسر جبروته. لا يموت الإنسان يا أمل لمُجرَّد أنَّ نفـَسَه انقطع، فالذين كتبوا، والذين خطـّوا مسيرتهم البطوليّة، والذين تفانوا مثلك، وقدَّموا حياتهم من أجل إحياء الحق بقوا، وسيبقون إلى الأبد. جمعنا الله بك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.

نور فخرالدين

والقت نور فخرالدين، كلمة عائلة الفقيدة، تحدثت فيها عن الراحلة في العائلة والدة وعمة ومربية في الأسرة التربوية ومناضلة لتحقيق المطالب المحقة للمعلمين، وقالت :” اه،كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق التي تسجّل وتختزن في القلب والذاكرة وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ونحن نودّع سيّدة عظيمة : المربّية والأمّ المرحومة امال فخر الدين التي فارقتنا بعد مسيرة عطاء عريضة ومشوار تربويّ وإجتماعيّ طويل، تاركة سيرة عطرة وذكرى طيّبة وروحا نقيّة. فيا عمّتي الغالية، يا أمّي، يا حبيبتي، يا نبع العطاء والنهر المتدفّق.بإسمي وبإسم العائلة يعزّ علينا فراقك في وقت نحتاج الى أمثالك ومهما كتبت من كلمات رثاء وسطّرت من حروف حزينة باكية لن أوفيك حقّك لما قدّمته لنا من علم ووقت وجهد وتفان في سبيل عائلتك الصغيرة وعائلتك التربويّة الكبيرة التي لطالما كنت جزء منها وغرست فيها الأخلاق والقيم الفاضلة وأسس المحبّة والخير”.

واضافت:”يا لسعادتي وشرف كبير لي أنّك كنت لي العمّة والأمّ والمعلّمة والمربّية. كنت هادئة وثائرة، متسامحة وعاملة، راضية ومبدعة. حملت الأمانة بإخلاص وتميّزت بتواضع زادك إحتراما وتقديرا. وهل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبّة وذكرى وإحترام النّاس؟ لقد غيّبك الموت عنا ولكن أقول لك: كوني مرتاحة البال، قريرة العين فأنت خلقت في الدنيا بيانا خالدا وتركت أجيالا من الأبناء وغدا سيذكرك الزمان ولم يزل للدهر إنصاف وحسن جزاء،وختم بالشكرلسعادة النائب فيصل كرامي على رعايته هذه الإحتفالية لتكريم امل فخرالدين وسط هذا الجمع الغفير”.

قاسم

والقت المربية ضحى قاسم كلمة زملاء وأصدقاء الفقيدة في طرابلس والشمال، مشيدة بأهمية الدور الذي كانت تؤديه الراحلة والفراغ الكبير الذي تركته بوفاتها، وقالت :” الاسم : آمال فخر الدين. العمر: ستون ربيعا عطاء. الخدمة : أربعون تربية تعليما إدارة تدريبا نصحا واستشاري. الصفات :- عزة نفس دون إنتقاص من قدر الآخر.

-ثقةبالنفس ممزوجةبالتواضع.

-عطف دون كسر٠

-عطاء دون كلل٠

-صبر دون حدود٠

الميزات : لم تحد يوماً عن خطوط عريضة آمنت بهاوعاشت وناضلت وكافحت من أجلها.

-الخط التربوي داعما التعليم الرسمي مؤمنا به رافعا شأنه.

-الخط الإنساني مادا يد العون لكل سائل ومحتاج، الخط الوطني العروبي وما تراجعت عنه يوما”.

اضافت :” معرفتي بها : اللقاء الأول كان في دار العز دار الكرامة منزل المرحوم دولة الرئيس حيث كانت سيدة المنزل تستضيف مجموعة من المديرات والمربيات الفاضلات.وبدأ التواصل بشأن التعاقد مع وزارة التربية والتعليم العالي حيث حرصت آمال وكما بالنسبة لسائر المتعاقدين على إستمرار العقد بل وزيادة ساعات العمل مع الإرشادات والنصائح لعطاء افضل وزرع الأمل بمستقبل أفضل لدى دخول الى ملاك الوظيفة.أيضا وأيضاً اذكر الدعوات للإعتصام والتظاهر في وجه كل ظلم لحق بالأساتذة والموظفين والمواطنين عموما.والتعبير عن الرأي بحرية وإستنكار كل تجاوز أو إعتداء على مبادئ الحق والوطنية والفضيلة.لا تخشى النزول إلى الشارع ولا السير قدماً رفضا لقرار تعسفي أو جائر.

وقتها كانت مديرة لمدرسة الجديدة الرسمية للبنات ( وهنا اسمحوا لي سعادة النائب بالتقدم طالبة من حضرتكم متابعة رغبة الزميلات والزملاء سعيا لإطلاق إسم المربية آمال فخر الدين على هذه المدرسة)

وقد تعاقدت خارج دوامها الرسمي في ثانوية الملعب (سابقا)وفي معهد طرابلس الفني .

وكانت تترك كل أثر طيب في نفس تلامذتها وهي تدرسهم مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية ليس فقط لجودة ما كانت تقدمه أو مادة القانون وشرحها المبسط لها , بل لإهتمامها بهم فردا فردا ومتابعتها لمشاكلهم والصعوبات التي قد يواجهونها.وما تواجد مجموعة منهم يوم وفاتها إلا خير دليل على وفائهم لها”.

وتابعت :” اما في الثانوية : بعد حراك المتعاقدين الثانويين لنيل موافقة على إجراء مباراة لتثبيتهم عبر مجلس الخدمة المدنية ومواكبتها لهم وتحفيزهم لزيارة المسؤولين والنواب ولم تكن حينها تفكر في نفسها.وبعد إلحاح مني شاركت في المباراة وكانت في عداد الفائزين حيث إنتقلت الى ملاك التعليم الثانوي وإلتحقت بالثانوية. وهنا أتوقف لنستذكر معا مساعيها وعملها لإصدار مرسوم تعيين الأساتذة الفائزين حيث كانت حينها تشغل مركز مستشارة تربوية لمعالي وزير التربية والتعليم العالي د. سامي منقارة في حكومة المرحوم دولة الرئيس عمر كرامي.

كم من مرة حاورت اهلا وأقنعت تلميذا وشجعت مجموعة وساهمت في رفع مستوى النشاطات الرياضية وكم من مرة ناصرت زميلأ مظلوما.

وكل هذا يمر أمام ناظري وعلى مسمعي فاتعلم منها واستشيرها والتزم بنصحها.

ومن منا لا يذكرها في الطابق الاول ناظرة وفي الطابق الثاني أستاذة لمادة أساسية لتنشئة جيل واع يعرف حقوقه وواجباته ويدرك معنى المواطنة الحقيقي”.

وقالت :” اما في المجتمع : كانت مناصرة لحقوق المرأة والطفل، مناهضة للعنف بمختلف أشكاله، محبة للسلم وما مشاركتها في التدريب على حل النزاعات سلميا إلا خير دليل على ذلك. وفي الصليب الأحمر اللبناني: كانت عضواً في الهيئة العامة لفرع طرابلس وكان العمل التطوعي يستهويها ويأخذ حيزا هاما من وقتها حيث شاركت في مختلف النشاطات والمناسبات حتى شغلت مؤخرا مركز ” مسؤولة الشؤون الداخلية”في الهيئة الإدارية وكانت مثالا يحتذى في الجدية والعطاء والحرص على المبادئ.وقد استحوذت على محبة السيدات وإحترامهن وتقدير العاملين في هذه المؤسسة متطوعين وموظفين.

في الآونة الأخيرة: إن خانتها الذاكرة أمسكت بيدي قائلة :”ضحى أنت ذاكرتي ” واليوم أقول لها :

” آمال إسمك نقش في ذاكرتي ”

آمال أبدلك الله دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من اهلك.وأدخلك الجنة “.

كرامي

كلمة الختام، كانت لراعي الإحتفال النائب فيصل كرامي، الذي قال :” اسمها امل ولكل امرء من اسمه نصيب. هي التي كانت مصدر امل لكل المحيطين بها وهي التي تركت حيث حلّت بصمات لامرأة معطاءة في كل الميادين. لقد فقدنا امل فخر الدين لكننا لم نفقد الامل، ان المربية الراحلة امل فخر الدين والتي لم احسب يوماً انني سأقف في اربعينها مؤبّناً لها، هي نموذج لسيدة انفقت حياتها في العطاء ولطالما امتزج هذا العطاء بالفرح، فقد كانت امل فخر الدين تستمد فرحها من انجازاتها ومن اندفاعها الى العطاء الدائم دون مقابل. انني اليوم لا اقول ان تيار الكرامة خسر وجهاً من اجمل وابهى وجوهه المتمثّل بامل وحسب، بل ان طرابلس كلها فقدت امرأة احبّت هذه المدينة واخلصت في حبها ومارست ادوارها في العمل التربوي كمديرة وكمعلمة وكناشطة محققة الحضور والفعالية، وتاركة للاجيال الذكرى العطرة والامل الدائم بأن الغد افضل.امل فخر الدين ليست من اركان العمل التربوي والنسائي فقط، بل هي من العائلة الكرامية وهي واحدة من اسرة ومن بيت عمر كرامي، لقد كانت صاحبة الرأي المسموع لدى الرئيس عمر كرامي وكان رأيها دائماً سديداً وصائباً، وقد انتمت امل فخر الدين الى بيت عمر كرامي والى تيار الكرامة بشكل تمتزج فيه كل العواطف وكل المزايا النادرة في هذا الزمن”.

اضاف:” هي الوفاء وقد تجسّد في امرأة، وما اندر الوفاء، ودعوني اقول لكم ان عمر كرامي كانت لديه نقاط ضعف في هذه الحياة ابرزها الوفاء، لقد كان ضعيفا امام الاوفياء. وان الضعف امام الوفاء هو جزء من ارثنا العائلي، فنحن بيت قام ويستمر على الوفاء والاوفياء. وقد شبّه الرئيس كرامي الاوفياء في تيار الكرامة بـ “ليرات من ذهب”، بينما كان يميّز امل فخر الدين حتى بالوفاء وشبّهها وحدها بـ”مخمسة ذهب”.

وتابع :”إنّ الحديث عن مزايا امل فخر الدين يقودني بالضرورة لكي أتحدث عن دور المرأة عموما في تيار الكرامة. فللمرأة في تيار الكرامة دور محوريّ يعمل على الأرض في كل المحطات الأساسية ولا سيما الانتخابية التي يخوضها تيار الكرامة، ويتابع الأمور التربوية والاجتماعية والصحية والإنسانية، وكل ذلك بفضل وبقيادة الجندي المجهول المعلوم السيدة مريم كرامي( الست ام خالد ). وقد كانت امل فخر الدين الى جانبها في كل هذه المحطات، ونحن كتيار سياسي فخورون بدور المرأة ولا زلنا حتى اللحظة نسعى الى تطوير هذا القطاع ايضاً بإشراف وبتوجيهات الست ام خالد التي اختبرت منذ ايام رشيد كرامي وطوال الوقت مع عمر كرامي كل الاستحقاقات والتي تفضّل دائما ان تبقى وراء الكواليس.انها مناسبة ايضاً لكي أحيي أمي ولكي أثني على دورها الفاعل والدائم والمتواصل الذي لا نزال احتاج اليه في كل لحظة. تحية يا أم خالد”.

وختم :” كنت اودّ يا امل لو اتسع العمر ونهلنا من خبراتك ومن اندفاعك المزيد من السنين، لكنه قضاء الله ونحن راضون رغم حزن الفراق. ان امل فخر الدين التي لم يشأ القدر ان تنجب وان يكون لها ابناء وبنات، لكنها مارست امومة خالصة ونقية وبيضاء مع كل ابناء تيار الكرامة، ومع كل الاجيال التي تعاملت معها كمربية، وهذا ليس بمستغرب من سيدة حققت نفسها عبر العطاء والشعور بالامومة هو ذروة العطاء. سنفتقدك يا امل في كل المحطات، سنفتقد الى رأيك السديد، والى اخلاصك الدائم والى نشاطك ووقفاتك سواء في الازمات او في التحديات او في الانتخابات، ولكننا سنتذكّر دائماً ان امل فخر الدين الانسانة ترحل، وهي سنة الحياة، لكن الامل لا يرحل وخصوصا الامل الذي تركته يحفر عميقا في مسيرتها الطيبة والذي سيثمر عبر ابنائها، ابناء تيار الكرامة. وداعاً سيدة الوفاء والعطاء والنقاء.وداعاً امل فخر الدين”.

دروع تكريمية

وفي الختام، سلم كرامي درع تيار الكرامة إلى عائلة الفقيدة، فيما قدم الدكتور نغرو ومديرة ثانوية سابا زريق ملوك محرز درع رابطة التعليم الثانوي إلى كرامي وأفراد عائلة الراحلة.

شاهد أيضاً

خلال متابعة أوضاع النازحين في سرايا طرابلس