خربشات انثوية في الرابطة الثقافية

بدعوة من الرابطة الثقافية والمركز الإعلامي للتنمية البشرية ودراسات الشرق الأوسط أقيم حفل توقيع كتاب بعنوان خربشات انثوية – همسات من وحي خريف العمر لمؤلفته السيدة نهلا كبارة قرحاني وذلك في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية بحضور حشد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والأدبية
بداية بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة للاستاذة ميراي شحادة جاء فيها ” بعضُ الربيع ببعضِ العطرِ يختصرُ”
وها عطرُك اليومَ سيّدتي يتدفّق شلالاتٍ ووجدا، وتزغرد عَباراتُك فرحاً وشغفا
وكأنَّك مَدَدْتِ يديكِ إلى العلى، وقطفتِ في سلال الهوى قبلاً من السّنا،
طرّزت بها خربشاتِك، ولوّنتِ بها هَمساتِك،ثمّ عرّجت على الأرزِ في جبالنا
ونهَلت منه إباءً وتمرّدا…
من بحورِ الشعر ارتشفت ندى الحبِّ وفيضَ عشقٍ وجوى…
كيف لخربشاتِك كلّ هذا الصدى؟!؟!
وتقولين لنا أنّها من وحي خريفٍ هَمَستِ بها!!
الله يا سيّدتي!!
لو كنت رجلاً لرحتُ أختالُ بين قصائدك متبجّحا….
لو كنت ملاكاً لرحتُ أطيرُ في مناجاتِك مُكرِّما….
ولو كنت أفقاً لاحتضنتُ ألوانَ خريفِك…مقدّسا!!!
لو كنت رجلاً لرحتُ أختالُ بين قصائدك متبجّحا
ولكنّني امرأةٌ مثلُكِ تهوى العشق… يا حلوةَ الزهور في الفيحاءِ!
قوسُ قزحِك يا خريفيّةً أبهى من كلّ ربيع النساء، وخربشاتُك الأنثويةُ فيها من الطفولة براءةٌ، ومن الرجولة عنفوانٌ وعزمُ!!
لن تطويك السنونُ هكذا بملل، فقد زرعتِ في ثناياها حبّا عاصفا، وتألّقت على عرشِ الكلمة متوَّجَةً!
طيورُ أيلولَ، ولو كانت متعبةً، ستردّد دوماً وتقول ما في قلبها دون خوفٍ، دون وجلِ: “ستهمسُ بالحبِّ بلا خجل”
الله ما أروعك !
“حتى لو ضاقت بأحلامكِ السبُلُ، سترددين دائماً دائماً..
“إلهي أنتَ هو الأملُ”
نجتمعُ اليومَ في هذا الصرحِ الثقافي العريق وأنا كلّي فخرٌ لمواكبتي السيّدة نهلا كبّارة قرحاني نشوةَ همساتها المتأجّجة.
توّهجت سماؤك بالآمال، وتخاطرت روحك بالأمجادِ سيّدتي!
وتفلَّتت أفكارُك حرّةً من أغلالها،ومن سجون الحياةِ…
فانطلقتِ في سماء الكلمة مصفقّةً بأجنحتِك.
نسرٌ أنتِ
في ملامح امرأةٍ شرقيّة لبنانية طرابلسيّة!
يتوّجها الحجابُ، غير آبهةٍ بأصنام مجتمعٍ زائفٍ
غير آبهةٍ بقطارِ الزمن وعجلاتِه المسنّنة المدمِيَة!!!
اليوم ننحني إجلالاً لكِ يا امرأةً فاتنةً، فاتنةَ الروح والبيان، حَجَزَت لها منصباً قيّماً في قلوبنا وعلى شرفاتِ الأيامِ وقممِ تاريخ الأدب والشعر!
نعم! اليوم يُفتحُ الستارُ وتَنبلجُ الأضواءُ، وصُداحُكِ ستردّده المنابر:
هذه فيحاؤك، وهذه روضتك وهذا هو أريجُك فابدعي ما طاب لك، أين ما شئت؟!!
إن كان خريفُك هكذا، كالأهرامات جبّاراً
فكيف لربيعك أن يكونَ وقعُه علينا؟
إن كان بعد هذا الصمتِ الطويلِ، تُنجِبُ النساءُ هكذا إبداع، فلتصمت الآن جميعهن حتى يأتيَ خريفهن بوشاحه الأرجواني ويصومعَ فصولَ حياتِهن في سجلاتِ الوجود!!
دُمتِ مبدعةً يا راقيةً من بلادي.
تلاها كلمة الدكتور أسامة كبارة الذي قال الكتاب

إنه مراجعات نفسية، تفتح باب الزمن على مصراعيه، فتحيي بها مواقف ظنت أنها في عالم النسيان، لكنها استعرّت وتأججت، وخرجت كلهيب البركان تقذف حممها في كل النواحي، لتستعيد حضورها الإنساني، بأبعاده، وتفكك بتصميم وإرادة وتحد، كل القيود والأصفاد، لتنتصر عندها الذات المتمردة على كثير مما عداها.
كلمات جاءت على تعاريج أناملها خربشات… وكأنها الفوضى العارمة في عالم الثورة، على الذات. فلا تعرف من أين تبدأ، ولا أين تنتهي، لكنها قررت أن تكسر جدار الصمت، وتصدع في جدران حياتها شقوقًا تتسرب منها تجربة فكرية وجدانية، لا تخلو من الجرأة الأدبية. إنها حديث النفس في كل النواحي، لكنها تطوف حول أنثوية تعشق الجمال، والحب والتمرد، لتنقلب بعدها إلى حس إيماني تعبدي، يرى الإبداع سر الوجود وحكمة الحياة.
“أشتاق للخلود

وبهذا الإيمان الحضاري يسعد المركز الإعلامي للتنمية البشرية ودراسات الشرق الأوسط أن يتبنى هذا العطاء الإنساني الصادق، ويجعله واحدًا من إصداراته. فالمرأة عالم الأسرار الذي آن له أن ينطق ويعبر عن ذاته، فمن خلاله تتجدد الحياة… وتستمر البشرية كرسالة كبرى… نتشارك فيها جميعًا، ولننقش على صخرات الوجود حروف مرورنا فيه.
وهكذا، “حتى تطوينا الأيام في ركام الزمان…
وتستمر الحياة…
ويستمر الإبتسام…
ويبقى الحب هو العنوان…!”

تلاه كلمة د. حياة حدارة المراد
نهلا كبارة قرحاني إمرأة تحمل منذ صغرها جرثومة الشعر و الكتابة، و عندما هبت عليها عواصف الخريف امتشقت قلمها الذي يداعب خيالها فتفجّرت منه الحروف أطلق القصائد لتخوض تجربة أدبية متخطية كل الصعوبات و الحواجز. سكبت إحساسها على الورق و جنّدت أخيلتها لتسابق الريح و ليحط بها الرحال أخيراً عند خربشات أنثوية، همسات من وحي خريف العمر.
تطالعنا في هذا الكتاب:
1_النزعة الرومنسية :قلق دائم، هروب الى الطبيعة، عودة الى الطفولة، شعور بالك?بة و الحزن نزوع الى التحرر من هذا العالم الفاني، إيمان و تدين.
2_المشاعر الوجدانية:
شاعرتنا هي اليوم في مهبط عمرها و قد بلغت خريف العمر ، نساء تلك السن لا زلن قادرات على بث الحياة في جمادات اللحظات.
3_الغربة
هي دائماً تلتفت الى الماضي ، تراه ماثلاً أمامها كمارد جبّار. هل لأن الغربة جعلتها تجابه الصعوبات بمفردها… و الأصعب منها غربة الوطن..4_
تكثر الإسقاطات الدينية في كتابها بفضل تعمقها بالقر?ن الكريم و كتب التفسير و الحديث النبوي الشريف. تنظر الى الإيمان كعلاقة قائمة بين الخالق و المخلوق و كجزء من المخزون الثقافي لهذه الأمة، و تدعو الى الحب و العطاء فهما سبيلا السعادة و الخلود.
عادت شاعرتنا من رحلة دنيوية مليئة بالمتاعب لتعيش في دار السرور وتساعد النفس على الطاعات لتصل الى الفرح الحقيقي..
ومن ثم كلمة الكاتبة نهلا كبارة قرحاني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
باسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جميع من لبى دعوتنا في حضور هذا اللقاء .مع احترام الألقاب .
أتوجه بالشكر الجزيل لعائلتي الكريمة .
كما أشكر الأستاذ الدكتور أسامة ظافر كبارة و الدكتورة حياة حدارة المراد على كلامهما الطيب الذي أرجو أن أكون أهلا له . ولولا تشجيعهما لي ما صدرت هذه الخربشات .
أشكر العزيزة ميراي شحادة حداد على نفحات محبتها و نسمات مشاعرها الرقيقة .
ميراي أشكر الله أنك إمرأة مثلي استطاعت بوقت قصير ولوج أعماقي فتواءمت أرواحنا برغم الفوارق الوهمية بيننا
وفي الختام وقعت المؤلفة الكتاب للحضور

شاهد أيضاً

فعاليات اليوم الثاني لمعرض الكتاب الخمسون في الرابطة الثقافية طرابلس

تستمر فعاليات معرض الكتاب السنوي الخمسين لليوم الثاني على التوالي حيث استقبل رئيس الرابطة الثقافية …